فرديّ/ة في روتشيلد
حيّز عرض لمعرض منفرد أقامه مركز إدموند دي روتشيلد خصّيصًا من أجل أعضاء شبكة مركز إدموند دي روتشيلد. هدفه هو تشجيع إنشاء مشاريع جديدة أو تنفيذ أعمال حاليّة بمرافَقة قيِّمين/ قيِّمات وضمن عمليّات تفكير وتطوير مُشترَكة.
تسعى سلسلة المَعارض الحاليّة إلى التطرُّق إلى مفهومَي المونولوج (مناجاة النفس) والحوار – كلّ منهما على حدة إلى جانب التوتُّر القائم بينهما – بشكلٍ يدعو إلى توسيعهما، كتأمُّل في نوعَين من الحديث هدفهما الأساسيّ هو نقل رسالة، التعبير عن موقف، أو إسماع صوت.
مونولوج/ حوار
أربعة معارض منفردة في مركز إدموند دي روتشيلد، الطابق 1 –
مايو-نوفمبر 2024
المشاركون: أولغا ستدنيك، مور بيلد، توم مؤور، رونئيل بينس
القيِّمات: نوفر كوهين، روتم كبلان، رعوت كريمر سيغال، صوفيا فوكس
رونال پينس | لحظة ميلاد
القيّمة: صوفيا پاكس
طيلة سنة كاملة، منذ أكتوبر 2023 حتى أكتوبر 2024، تأمّلت رونال بينس محيطها والتقطت لحظات سحريّة تفوتنا غالبًا. في رحلة حميمة متواصلة، وعبر عدسة الكاميرا، تكشف رونال الستار عن نسيج غنيّ من التوثيقات، كون مصغّر من الجماليّة الكامنة في لحظة عابرة. تفاصيل صغيرة، توليفات لونيّة عرضيّة، ألعاب ضوئيّة وظليّة على أسطح مألوفة. شقوق الضوء في أعمالها تجذبنا لتأمّل الواقع من منظورها هي، ومحاولة التقاط الجماليّة اللحظيّة بأعيننا نحن. تسعى لأن تحوي أعمالها أشياءً أخرى غير جليّة للعين، مشاعر وأنسجة خفيّة أيضًا. بحساسيّة بصريّة مميّزة، وبواسطة دمج دقيق بين الصور والنغمات والقوام المختلفة، تخلق رونال تجربة حسيّة تقترح وجهة نظر جديدة لإعادة تأمّل الروتين، استكشاف طبقات خفيّة من المعنى والجمال والغوص في اللحظات القصيرة والبسيطة التي تتكوّن منها حياتنا. بهذه الطريقة، تدير حوارًا بين الخاص والعام، المؤقّت والدائم، الشخصيّ والشامل.
حيّز العرض في “فرديّ/ة في روتشيلد” يبقى كمكعّب أبيض، طاهر ظاهريًّا، ولكن بنظرة معمّقة، نكتشف آثار خُطى رونال خلال السنة التراجيديّة المؤلمة على المستويّين الفرديّ والجمعيّ. في مدخل حيّز العرض، تعكس مجموعة التوثيقات الغنيّة الجهود الجبّارة والإصرار في عملها، وتستعرض أمامنا السنة بأكملها. داخل حيّز العرض نفسه، فإنّ رحلة رونال البصريّة تظهر أمامنا عبر الشقوق في جدران حيّز العرض، والتي تشكّل إطارًا ثابتًا، بينما يتبدّل المحتوى المعروض. تنسج رابطًا دقيقًا بين حوار داخليّ وآخر خارجيّ وتدعو المشاهد لسيرورة استكشاف نشطة، الدخول ومعايشة اللحظات الجماليّة من وجه نظرها هي، تزامنًا مع خلق تأويل شخصيّ. المشاهد المعروضة عبر الشقوق، التي تتأرجح بين المجرّد والملموس، تخلق الشعور بالتلصّص إلى عالم خفيّ، وتشكّل جزءًا لا يتجزّأ من تجربة المشاهد، التي تستدعي الحركة في الحيّز. أيّ تغيير في زاوية النظر يكشف عن جانبٍ جديد من العمل الفنيّ ويستدعي التأمّل بشكل أعمق. يتحوّل الجسد إلى أداة فعّالة في سيرورة الاستكشاف- الانحناء، الوقوف والتحرّك بين الشقوق- جميعها تكوّن معًا رقصة تعكس الاستيعاب والفهم. رقصة مصمّمة بطريقة تردّد أصداء حركات جسدنا اليوميّة، بحيث تؤدّي كلّ حركة إلى وجهة نظر جديدة وفهم أعمق للعمل الفنيّ.
اسم المعرض، لحظة ميلاد، مستعار من قصيدة نتان ألترمان “قمر”. يقول ألترمان إنّه حتى في المشاهد المألوفة، هناك لحظة تجدّد. تتأمّل رونال الحياة اليوميّة من منظور جديد، يرافقه الشعور بالتعجّب شبه البدائيّ. تسلّط الضوء على اللحظيّ في محيطنا بواسطة الاستلهام من أفكار إستاطيقا اليوميّة في عالم دائم التغيّر. يتحوّل المعرض إلى حيّز للتساؤل والتأمّل الذي يشجّعنا على تركيز النظر وتمييز التفاصيل الصغيرة التي من شأنها أن تثري حياتنا، حتى إن لم تكتشف من النظرة الأولى. تتيح رونال الفرصة للتفكير في وجود الجمال حتى في الفترات المضطربة.
رونال بينِس، مصمّمة وفنانة بصريّة، خرّيجة دراسات التصميم من كلية شنكار (2019) وخرّيجة برنامج الفنون متعدّد المجالات من جامعة تل أبيب (2024).