الحاجة لترتيب كل ما هو غير قابل للتصنيف أولدت حافظة الاختلاف، التي تضم كل ما يسقط خارج القوالب المتاحة والمعروفة. عملية التصنيف التي تساعدنا على أداء مهامنا اليومية تشكل أيضًا ركيزة لعملية تنظيم المعارض، القائمة على تجربة الترتيب، مقارنة التقنيات، إيجاد مواضيع مشتركة والفهرسة. المجموعة المختارة للدفيئة الأولى لمركز إدموند دي روتشيلد لا تصنّف ضمن فئة فنية منظمة. حرية التدارس الشامل للمواضيع، التقنيات والمواد تخلق هذا المزيج المنتقى الذي يمتد على حيز العرض. كما نتصفح حافظة الاختلاف، فإنّ مشاهدة المعرض تتيح لنا المجال للبحث أو التجول بين الذكريات، الاقتباسات والصور، التي حفظت سويًا كمجموعة.
تم اختيار 11 فنانًا وفنانة، مصممًا ومصممة، في السنوات الأولى التالية لإنهاء دراستهم، من بين المبدعين والمبدعات الذين استجابوا لدعوة البرنامج. مر جميعهم بسيرورة إثراء وتطوير لعملهم الفني الفردي في دفيئة المركز، مع مرافقة مهنية ربطتهم بسيرورة حميمية من العمل الجماعي. أحد أهداف المشروع هو خلق منبر قادر على احتواء مبدعين ومبدعات من مختلف المجالات الإبداعية. العنصر الذي يعرّف نشاطهم المشترك هو الطريق التي قطعوها معًا في الأشهر الأخيرة. في إطار برنامج الدفيئة، التقى المشاركون لمرة واحدة في الأسبوع بمجموعة المرشدات التابعات للمركز. شاركوا في ورشات عمل بحثية في مواضيع الكتابة، الإنتاج وتنظيم المعارض، وشاركوا في حلقات حوارية أتاحت لهم المجال لطرح الأسئلة ومشاركة الصعاب التي واجهتهم في سيرورة العمل. هذه اللقاءات هي جوهر سيرورة الدفيئة، وهي تشكل إطارًا داعمًا لسيرورة العمل استعدادًا للمعرض.
المخزون الغنيّ من الأعمال التي أنتجت خصيصًا للمعرض يكشف الستار عن آليات العمل التي اتبعها كل من المشاركين والمشاركات، والتي انطوت أحيانًا على فحص العناصر الشكلية والمادية التي يرتكز عليها العمل الفني/التصميم، وفي أحيان أخرى بواسطة تدارس الجوانب السردية التي يرتكز عليها العمل. أعمال من زجاج، نسيج، تصوير، فيديو، رسم، تصميم، نحت وأعمال إنشائية تحتل حيز صالة العرض وواجهة المبنى. كما في كل معرض، التقاء جميع الأعمال في حيز واحد يدعو لقراءة جديدو ويخلق لحظات بصرية غير متوقعة، تضيف إلى الأعمال الفنية طبقة إضافية، لمسات ودلالات على الأثر المتبادل الناتج عن سيرورة مشتركة.