غير صالح للاستخدام كتب قديمة تكتسب حياة جديدة

هل تؤمنون بتناسخ الأرواح بين الكتب؟

النصّ هو مجموعة من الرموز السوداء على صفحة بيضاء. على غرار النوتات الموسيقيّة التي تنتظر الآلات الموسيقيّة، فإنّ القارئ هو  الذي يبعث الروح في القصّة. اللقاء بين الكتاب والقارئ يخلق معنى جديد وأحاديّ الاستخدام: إذ يحمل في جعبته تجربته الحياتيّة، شخصيته، منظومة قيمه ومعتقداته، حدود خياله، وتصبح القصّة امتدادًا لحياته. بإمكان القارئ التعاطف والتماهي وتوظيف سلسلة من المفردات المطبوعة بطريقة تتعدى معناها العينيّ. تجربة القراءة، التي تدمج بين المشاعر والتحفيز الحسيّ والاستيطيقيّ، تردّد أصداء أفكار القارئ، وتحوّل القصّة إلى أحد أحداث حياته.

يوجد لكلّ كتاب محطة أولى، بين أيدي القارئ الأول الذي يتصفّحه. على رفّ المكتبة العامّة، تعيش الكتب حياة كاملة بين أيادي مختلف القارئين والمستخدِمين، إلى أين يحين الوقت لتنهي مهمتها. تحمل الأوراق ذكريات جيل وحقبة ما، رحلات يخرج فيها القرّاء، وعصور وأفكار، وفي بعض الأحيان فُتات وزوايا مطوية.  إلى أين يحين موعد انتهاء صلاحيتها. أدلّة التي لم تعد مُجدية، نسخ فائضة أو تالفة- الكتب الفائضة تنقل إلى مستودع وتصبح غير صالحة للاستخدام.

تُخرَج سنويًا كتب عديدة من شبكة المكتبات في تل -أبيب، خاصّة بيت أريئيلا. تمرّ هذه الكتب بـ “طقوس” ختم وتسجيل يدويّ لكلمة “أُخرِجَ”. إنّها المحطّة الأولى في سيرورة تنقّل الكتاب في أرجاء المكتبة، مع الرغبة في إيجاد بيت جديد لهذه الكتب.

في السنة الأخيرة، وبمبادرة من مديرة قسم المكتبات، السيدة مريام فوزنر، وبالتعاون مع ياعيل ماروم، المساعدة الفنيّة، جمعنا جزءًا من هذه الكتب في مكتبة مؤقّتة في إطار برنامج قوامة مجال التصميم في مدرسة الدراسات التكميليّة في شنكار.  طلبنا أن تُعطى للكتب حياة جديدة من خلال التقائها برسامين شباب، خريجي أقسام الاتصال البصريّ من السنوات السابقة.

المعرض الذي أمامكم يستعرض أعمال أدبيّة- بصريّة جديدة ناتجة عن التقاء الرسامين بمجموعة الرموز الموجودة في الكتب، قصص جديدة ولدت داخل القصص القديمة. مرحبًا بكم في المكتبة الجديدة – Repurposed Library*

شيرا باوم، قيّمة مساعِدة