معرض “متفرقات” هو نقطة النهاية في مشروع “الدفيئة” لمركز أدموند دي روتشيلد في دورته الثانية. تشكّل هذه الدفيئة ملتقى لفنانين ومصمّمين وتوفّر للمشاركين منصة لتدارس وتعميق آليات عملهم. من قائمة الفنانين والمصمّمين الذين شاركوا في برنامج التطوير المهني في المركز، اخترنا عشرة مبدعين في بداية طريقهم، والذين أنهوا دراستهم آخر ثلاث سنوات: نادية إدلر، تائير أوريا، لي آن براخا، لبروي بار نتان، أشغار زمانا، ساغيه حخمون، طاليا لوفطون، ليز مار، عميت ناؤور ويافغينيا كيرشطاين. مشروع الدفيئة “الثاني” أتاح المجال لإجراء دراسة متعقّلة للسيرورة الناتجة عن تعاون بين فنانين ومصممين. يخلق المشروع حيزًا يمكّن المصممين من التعمق في المضامين غير المستخدمة غالبًا في عملهم الجاري، ويوفّر للفنانين حيزًا لتدارس سبل الإنتاج الفني في إطار احتوائي ومُثرٍ.
خاضت المجموعة سيرورة بلورة شملت لقاءات مع أمينات معارض، محاضِرات وخبراء مهنيين من مجال الفنون والتصميم. دعيَ المشاركون للبحث في مصطلح “الحقيقة”- بَحْث دفع كل واحد وواحدة منهم لاتباع سبل عمل مختلفة- بحث تأملي، مادي، أو معالجة لتجربة حسية أو عاطفية. الأعمال المعروضة هي ملخّص لسيرورة تركيز وتعمّق وحوار مشترك، وهي نِتاج وجهات النظر الخاصة بكل واحد وواحدة من المشارِكين. رحلة البحث عن التمثيلات الشخصية لمصطلح “الحقيقة”، التي تدعو للانغلاق على الذات والتأمّل الذاتي، خلقت معرضًا محمّلا بلحظات من الدفء والصِدق.
أعمال نحتية، أعمال خزفية، رسم، ساوند، فيديو وتنصيبات متناثرة في حيز العرض وعند مدخل المبنى ويتناول كل منها مواضيع أشغلت المشارِكات والمشارِكين في المعرض: تشويش الواقع، تدارس الهوية، التعامل مع سيرورة الحداد والفقدان، تدارس المادة وسيرورات الإنتاج وتأمّل التاريخ الأسري. الأعمال الفنية والتصميمية غير صاخبة، ولكنها تشير بهدوء إلى جميع القضايا الحارقة بالنسبة للفنانين، لتخلق بذلك الحيز الضروري للمشاهِد من أجل الاقتراب، الإصغاء والمشاهدة.