• أمينة المعرض: أوريت بولغرو
  • مواعيد:8.12-9.2.24
  • القيّمة الثانويّة: ياعيل بن عامي

محجر العين

مشاركون.ات

شاحر تيشلر ليلاخ يارون ليروي بار ناتان يانون خلفون ناتاليا نوسوف إيليا دافيد دعاء بصيص جال كوبليك روني بن بورات

استيقظنا في الشهر الماضي على واقع مختلف، جديد وصادم، اضطررنا فيه للتفكير مجدّدًا في حياتنا.

بالإضافة إلى الأفكار الوجوديّة، فإنّ الحياة اليوميّة أيضًا تطلّبت منا إعادة التفكير، وفي بعض الأحيان، التقت سيرورتا التفكير عند نقطة واحدة. في ضمن ذلك، وجدنا أنفسنا نعيد التفكير في المعرض الذي نظّمناه- محجر العين. بنظرة متفحصة، وسط عاصفة من المشاعر، بدت لنا صورة محجر العين ملائمة جدًا للواقع، صورة توضّح لنا أهمية وجود بيت يحتوي ما بداخله، هوية “الأنا”، ويمكّننا من توجيه وتركيز النظر نحو غاية محددة. البيت يحمي من أشياء تحدث في الخارج، بالإضافة إلى المشاهد التي تراها العين، والتي نحتاج لحماية نفسية منها. في القرن الـ 19، ساد الاعتقاد بأنّ المشاهد الأخيرة التي يراها الإنسان قبل وفاته تسجّل على شبكية العين. في هذه اللحظة، ندعو لاقتراح أو على الأقل لتخيّل مشاهد مختلفة عن تلك التي رأيناها هذا الشهر، مشاهد فيها شيء من العزاء.

ياعيل بن عامي وأوريت بولغارو

 

خلع البصرُ الحقيقيّ عن الخفيّ دون كشف الحقيقة كاملًا. حين يظهر لا يختفي مُطلَقًا. ما أردته، منذ ذلك الحين، هو النظر لأكون داخل ما يحميني.[1]

يعرِض معرض محجر العين أعمال فيديو ونصبًا فنيًا لتسعة مُبدِعين ومُبدعات من خرّيجي أقسام مختلفة في المعاهد العالية للفنون والتصميم في السنوات الخمس الأخيرة، وهم جميعهم أعضاء في شبكة مركز إدموند دي روتشيلد. محجر العين هو نقطة الانطلاق لمشاريع جديدة في مجالات مختلفة أُعدّت خصّيصًا لهذا المعرض. تجاوب المشاركون مع هذه الصورة ومع معانيها المختلفة، البيولوجيّة – العصبيّة والنفسيّة، ومع ارتباطها بالبصَر والمعرفة بمعانٍ ملموسة وفينومينولوجية.

محجر العين هو تجويف في الجمجمة تقع فيه العين. يُمسِك المحجر بالعين ويحتوي على عضلات وأعصاب تُحرّك العين وتربط بينها وبين الدماغ. يُشكّل محجر العين منزلًا للعين، وعاءً واقيًا يدعم الرؤية ويعمل كفرامل للصدمات. سواء من ناحية ملموسة أو من ناحية مجازيّة، محجر العين هو فضاء انتقاليّ بين داخل الجسم وخارجه، أشبه بممرّ بين تجربة ذاتيّة وبين مجال رؤية في الواقع الخارجيّ.

في كتابه العين والروح، يناقش ميرلو بونتي العلاقة بين الخارج والداخل والجسم الذي يربط بينهما كنسيج للرؤية والحركة. يستقبل الجسمُ المرئيّ، الذي يُثير فيه صدى:

هل علينا أن نقول إنّ هناك نظرة للوجه، عينًا ثالثة ترى الصُّوَر وحتى الصُّوَر الذهنيّة، كما كان مُعتادًا التحدّث إلى أذن ثالثة، تستوعب رسائل من الخارج عبر الضجّة التي تثيرها داخلنا؟[2]

وما الذي تراه العين الثالثة التي تنظر إلى الداخل؟ يسبق محجرُ العين المعرفةَ. لذلك، بمعنى ما، تتخيّل الزمن الذي يمتدّ في الانتظار نحو المجهول، وبمعنى آخر، هو أيضًا حيّز مُحتمَل باتّجاه لحظة تَجَلٍّ. لذلك، كصورة، يُمثّل الانتقالات بين الظُّلمة والنور، بين الجليّ والخفيّ، بين الخاصّ والعامّ، بين الحياة والموت، بين المعرفة وعدم المعرفة – انتقالات إيقاعات متغيّرة تردّد صدى المعرفة وعدم المعرفة والحركة بينهما.

يُلقي التركيز في محجر العين ضوءًا على الداخل. لكنّ الأمر لا يقتصر على الجانب الشكليّ؛ فهذا هو الداخل المُحاصَر بين الأشياء، بين ما هو معلوم وما يُتوقَّع أن يحدث – الداخل الذي يكمن فيه وعيٌ تاريخيّ، لذا يكمن داخله أمر أخلاقيّ، وربّما وعد بما هو عتيد أن يحدث. يكتب ميرلو بونتي:

الأحجية كامنة في أنّ جسمي هو في الوقت نفسه ناظر ومرئيّ. الذي ينظر إلى جميع الأشياء يمكنه أيضًا أن ينظر إلى نفسه ويميّز داخل ما يراه الجانب الآخر لقدرته على الرؤية. […] إنه نفسي المُحاصَر بين الأشياء، وهو ذو وجه وظهر، ماضٍ ومستقبَل.[3]

[1] אלירז, ישראל. ״כניסה״, בתוך: מה היה אחר כך? כמה זמן זה אחר כך? לאט מתחילים להתבהר פרטים מרגע אחד שהוא לגמרי נצחי, 2015. תל אביב: אפיק, עמ’ 14.

[2] מרלו-פונטי, מוריס. העין והרוח. תרגום מצרפתית: עירן דורפמן ; עריכה מדעית: חגי כנען, 2004 [1961]. תל אביב: רסלינג, עמ’ 39.

[3] שם, עמ’ 35–36.

لتحميل دليل المعرض