مصافحة اليد وقت التعارف الأولي، تناول الطعام باستخدام السكين والشوكة، الوقوف بحضور شخص كبير السن. هذه بعض العادات التي يمكن للعديد والعديدات قبولها. قواعد الآداب ترافقنا في كل مناسبة اجتماعية دون أن نسأل من حددها ولماذا؟ تم ترسيخ مثل هذه التقاليد في كتب الآداب منذ العصور الوسطى، واستخدمها علماء الاجتماع والأنثربولوجيون في محاولة لرسم عملية تشكّل الحضارة الإنسانية.
المعارض هي الأخرى حدث يشمل قواعد الآداب. بعضها واضحة: يحظر لمس المعروضات، الركض وأحيانًا يمنع التقاط الصور. عشية الافتتاح تعقد حفلة كوكتيل مع جميع قواعد الطقوس. المكعب الأبيض كمن يستضيف اللقاء بين الأغراض والأشخاص. ما هي الآداب المطلوبة من تلك الأغراض؟ هل ثمّة أعمال فنّية غير مؤدّبة أو عرضها بشكل علني يعتبر وقاحة؟ لمن هذا البيت؟ من هو الضيف هنا؟ وكيف سيشعر في البيت؟
تم استدعاء ثمانية فنّانين وفنّانات ضيوف إلى فضاء مركز أدموند دي روتشيلد. معظمهم ومعظمهن أنهوا دراستهم وانتقلوا إلى حقل الفنون المحلي خلال فترة الكورونا حيث أصبحت بعض قواعد الآداب الرئيسية محظورة، وأصبح الّلقاء بين الأشخاص خطرًا وتم الغاء أحداث اجتماعية عديدة بما فيها افتتاح معارض. النظام الجديد يستدعي طرح السؤال حول قواعد الآداب القائمة ومحاولة تعريف قواعد جديدة.
عالم الاجتماع إيرڤينغ غوفمان يقول أن الإنسان الذي يحافظ على قواعد السلوكيات يصبح ملزمًا بشخصية معينة[1]، ويتوقع أن يتعامل الأخرون معه وفق تلك القواعد. السلوك هنا هو نوع من الاتصال بين الذوات (selves) التي تدل على انتماء لمجموعة ما: جندر، عرق، آخر. في اللقاء وجهًا لوجه يمكن أن تكون عدة انتماءات متوازية.
معرض “آداب وسلوكيات” يتكون من فنّانات وفنّانين ينتمون في الوقت نفسه إلى المجموعة المشتركة في حقل الفنون الإسرائيلي وإلى مجموعات منفصلة مُلزمة بشخصية من نوع آخر.
[1] Erving Goffman, Interaction Ritual: Essays on Face-to-Face Behavior, New York: Anchor Books, 1967. 50.