إنذار بحدث وشيك

يعيد المعرض تخيّل المسارات المحتملة للمستقبل البعيد والقريب، وفيه توقّع لتطوّرات محتملة، أفكار ومقترحات متعلقة بمستقبل تأمّليّ.

عنوان المعرض بالإنجليزيّة، Foreshadowing [״تنبّؤ״]، كان ״عنوان العمل״ بالنسبة للعارضين/ات، وهو مصطلح مستعار من مجال الأدب ومرتبط بمشاهر الترقّب والتنبؤ، موحيًا بوجود سرديات أو أحداث اكتشافها وشيك. ربما لن ينتبه القارئ للإيحاء من المرة الأولى، وسيكتشفه لاحقًا فقط. رافق هذا المصطلح ومعانيه الفنانات والفنانين في تدارس الرموز، الصور والأجسام التي سلّط الضوء عليها باعتبارها وسيلة لاقتراح سيناريوهات مستقبلية في مجالات اجتماعيّة، بيئيّة، تكنولوجيّة وأخرى متعلقة بالسيرة الذاتيّة.
تتموضع الأعمال الفنيّة على محورين زمنيين متداخلين فيما بينهما. أحدهما يُعنى بالمستقبل القريب, بينما يعنى المحور الثاني بالآثار التي سنتركها خلفنا مع التفكير فيما سيكتشفه عنّا علماء الآثار مستقبلًا؛ الإيحاءات، الأجسام والدلائل ستساعدهم على اكتشافنا. المحوران الزمنيّان يسعيان لبلورة وجهة نظر جديدة حول حاضرٍ مؤقّت ورسم صورة واقع بديلة وواسعة تمكّننا من تدارس هذا الحاضر في الوقت الحقيقيّ.

الجوانب الفكريّة في المعرض مستوحاة من حركة المستقبليّة الفنيّة- التكنولوجيّة التي نشأت في إيطاليا في مطلع القرن العشرين. تخيّل فنانو الحركة مستقبلًا ليس بعيدًا وأنتجوا أعمالهم الفنيّة ردًا على هذا المستقبل: فقد دمجوا ممارسات من مجاليْ الفنون والتصميم، وتناولا موضوع التطوّر التكنولوجيّ العصريّ استنادًا إلى المجتمع المستقبليّ الذي سيتأثّر بها. وبينما تطلّع أتباع المستقبليّة نحو المستقبل التكنولوجيّ المرتقب، يتموضع الفنانون/الفنانات المشاركون في المعرض داخل هذا المستقبل، ويتعاملون مع عواقبه. البعض منهم ينقدونه والبعض الآخر يحاولون أن يتحرّروا منه، رغبةً منهم في العودة إلى الواقع المادي.

الفنانون والفنانات المشاركون في معرض “إنذار بحدث وشيك” هم خرّيجو أكاديميات للفنون والتصميم، وهم في مطلع مسيرتهم/ن المهنيّة. يوحي عنوان المعرض، من جملة أمور أخرى، بأنّ مجموعة الفنانين/ات المتشابكة هذه تبشّر بالتوجّهات والنزعات المستقبليّة في مجال الفنون والتصميم المحليّ.