الجميلون والشجعان

معرض “الجميلون والشجعان” هو ملتقى لأعمال ثمانية فنانين وفنانات حاصلين على اللقب الأول من مختلف المؤسسات الأكاديمية في إسرائيل في السنوات الأخيرة. أنتج الفنانات والفنانون المشاركون أعمالهم لهذا المعرض خصيصًا، حيث يتناولون الاصطلاحات الثلاثة التالية: “اصطناعي”، “بلاستيكي” و “مراوغة”.

“الجميلون والشجعان” (المُعنوَن باختصار B&B) هو مسلسل اجتماعي أمريكي بدأ عرضه في سنة 1987 ولا يزال يُعرض حتى الآن. تدور أحداث المسلسل في مدينة لوس أنجلوس في كاليفورنيا وتتمحور حول عائلة فورستر، صاحبة ماركة أزياء فاخرة. بدأ عرض المسلسل في إسرائيل في منتصف التسعينات، قبل فترة طويلة من موجة برامج تلفزيون الواقع ذات النمط الوثائقي التي اجتاحت الشاشات، وحملت معها فرصة الالتقاء عن كثب بشخصيات ثرية وانبساطية. كشف المسلسل جمهور المشاهدين في البلاد على ثراء مفرط وعلى ترف مصطنع.  يجمع معرض “الجميلون والشجعان” بين أوهام وتخيلات الفنانين المشاركين، المتشابهة فيما بينها والتي تخلق تجربة مجزأة لمشاهد مصورة سينمائيًا. الحبكات الميلودرامية والمراوِغة للمسلسل تتأرجح غالبًا بين قصص غرامية غير واقعية، مؤامرات ودسائس. تطرح بعض الأعمال في المعرض وجهة نظر نقدية وساخرة تجاه النمط المبالغ فيه للمسلسل، وتتناول أعمال أخرى بتوسّع مواضيع مشتقة من المسلسل، مثل: التمييز بين “الطيبين” و “الأشرار”، الفيتيشية، النزعة المادية وتقديس رموز المكانة الاجتماعية.

صورّت من بداية المسلسل حتى الآن نحو 9,000 حلقة. خلافًا لمسلسلات اجتماعية أخرى، فإنّ المدة الاستثنائية لحلقات “الجميلون والشجعان” قصيرة جدًا- نحو 20 دقيقة فقط. بالإضافة إلى ذلك، لا تُعرض في بداية كل حلقة مشاهد من الحلقة السابقة، الأمر الذي يصعّب تتبّع الحبكة. يبدو لنا أنّ الأعمال الفنية في “الجميلون والشجعان” اقتُلعت من استوديو الفنانين والفنانات العاملين داخل فضاء معزول بعيد عن العين الثاقبة أو الموجّهة. موضعة الأعمال الفنية في فضاء العرض تخلق “حلقات” فردية تربط بينها علاقة كونية بشكل مادي وفلسفي، ولكن ليس بشكل مضاميني.

يتدارس معرض “الجميلون والشجعان” احتمالية حدوث ظواهر غير طبيعية في مواد طبيعية، وتستقي إلهامها من الواقع المصطنع للمسلسل الاجتماعي. على مر السنين، لاقت حبكة المسلسل المتغيرة نقدًا واسعًا، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات بين الشخصيات. أشادت بعض الآراء بالمسلسل لأنّه عند اكتشاف الجانب الإشكالي في إحدى الحبكات، فإنّها سرعان ما تنتهي (على سبيل المثال، العلاقة شبه الغرامية بين ريدج وبريجيت، التي لم يتقبلها الجمهور لأنّ الاثنين يعتبران أقرباء، على الرغم من عدم وجود صلة دم حقيقية بينهما). بالمقابل، تذمرت آراء أخرى من أنّ بعض القصص تتلاشى بدون أية نهاية. على غرار المسلسل الذي تتفرع حبكته إلى اتجاهات مختلفة وغريبة تمتد على عدد لانهائي من الحلقات، فإنّ المعرض أيضًا لا يسرد رواية واحدة متواصلة، بل يتجلى أمامنا كأحجية يستحيل حلّها.