• القيّم على المعرض: أبراهام كيرتسمان
  • مواعيد:3.9-30.10.20

Determination

مشاركون.ات

رون حين أوري زمير سيفان نيشري مور بيليد مايا بيري دانييل كاغانوف إلدار كرينر عمري شاخ

Determination

נְחִישׁוּת / קְבִיעָה / הַגדָרָה / הַחְלָטָה / הֶחלֵטִיוּת

تصميم/تحديد/تعريف/قرار /حسم

للكلمة Determination باللغة الإنجليزية معانٍ كثيرة مرتبطة بمجالات معرفية مختلفة كمجال الأعمال، العلوم الدقيقة، الحقوق، الفلسفة وغير ذلك. بالعربية، تُترجم لعدة معان كثيرة:  تصميم/تحديد/تعريف/قرار /حسم. باختلاف معانيها، تعبّر هذه الكلمة عن قدرة الفرد على متابعة محاولاته، أو وضع حد لها، وإن كان التنفيذ صعبًا. تصف الكلمة أيضًا سيرورة السيطرة، التأثير أو اتخاذ قرار حول مسألة ما، وتجسّد سيرورة الاكتشاف، الإدراك أو التشخيص، والحكم الرسمي- القانوني أو المهني- الذي يستند إليه قرار ما.

عند إدخال مصطلح متقلّب كهذا إلى عالم الفنون، بمقدوره تسليط ضوء جديد على سيرورات العمل ونظم اتخاذ القرارات التي يعتمدها الفنانون في الاستوديو، والتي غالبًا ما تبقى مجهولة. تصميم/تحديد/تعريف/قرار /حسم هي مفردات مناقضة غالبًا للسيرورة الفنية وللعمل الفني غير المعرّف، اللذين يتموضعان غالبًا في حيز عديد التناقضات، يتّسم بالأضداد وبعدم الحسم، أو على الأقل يبدو كذلك في الخطاب الفني. ولكن عندما تكون هذه المفردات منفصلة عن العمل الفني بالمفهوم المواضيعي، فهي قد تؤدي دورًا مركزيًا في بلورته. تدل هذه المفردات على توجّه إبداعي، ويمكنها أحيانًا أن تعكس روح وشخصية الفنان. بإمكانها أن تملي وتيرة أو موقف مناقض أحيانًا لنقطة انطلاق العمل الفني، الساعي لتدارس شيء غير معروف بواسطة سيرورة إبداعية تنطوي على التجربة والخطأ.

السيرورة الفنية الحاصلة في الاستوديو قد تتطور بطرق مختلفة. هناك سيرورات إبداعية فطرية أو عفوية، يقود فيها قرار معيّن إلى قرار آخر، حتى يتبلور العمل الفني ويسفر عن منتج نهائي. بالمقابل، بعض سيرورات العمل تنقسم إلى مرحلتين- التخطيط والإنتاج. خلال هاتين المرحلتين، القرارات تتخذ طوال الطريق، ولكن في المرحلة الثانية، يقف العمل الفني أماما النموذج الذي وضعه الفنان/ة في المرحلة الأولية.  مرحلة الإنتاج تبدأ بعد اتخاذ القرار التمهيدي الذي يعرف ماهية “المنتج النهائي” أو العمل الفني. النموذج الأول، الفطري، يتطلب من الفنان/ة قدرًا كبيرًا من الحسم أمام عدد لا متناه من القرارات الحتمية والمتتالية طوال السيرورة. من كل قرار يُتخذ تتفرع مسارات عمل محتملة أخرى، مما يسفر عن سيرورة أزلية- سيرورة تكرارية بدون شروط إنهاء أو توقف. أما المرحلة الثانية، فهي تتطلب الحسم، بحيث أنّ نهاية المرحلة الأولى تحدد نتائج المرحلة الثانية، وابتداءً من لحظة معيّنة، تكون النهاية معروفة مسبقًا.

في حين أنّ سيرورة الإنتاج اليدوي تخلق عملًا مميزًا، ليس فقط بسبب بصمة الفنان إنّما أيضًا لأنّ العمل الفني يحمل في طياته تاريخه الفردي والطبيعة العينية لسيرورة تكوّنه، فإنّ التكنولوجيا الرقمية تحمل معها القدرة على النسخ اللانهائي- ليس فقط النسخ من مصدر ما، إنّما نسخ المصدر نفسه. هنا تكمن إمكانية العودة إلى الخلف، الندم واختيار عدة مسارات ممكنة في الوقت نفسه. نعرف ذلك جيدًا من حياتنا اليومية- من استخدامنا لصور الهاتف الخلوي، مرورًا بمعالجة النصوص وحتى محو الرسائل النصية على واتساب، وغير ذلك.  القدرة الدائمة على التحرير والمحو، التي يمنحنها إياها العالم الرقمي، تلغي حاجتنا للحسم، وبهذا، تتشوش حتمية الأمور. استخدام التقنيات المختلفة مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد، الطباعة النافثة للحبر، القطع بالليزر و CNC تلزم الفنانين ببلورة ملف رقمي “يُنتج” منه العمل الفني. هذه هي المرحلة التي تحدّد مرحلة التخطيط وتنقل سيرورة الابتكار إلى مرحلة الإنتاج، ومن ثم إلى إنهائها.

كلّ عمل من الأعمال المعروضة نتجت عن منظومة عاجلة لاتخاذ القرارات، سواء أنتجت في سيرورات إنتاج فطرية، أم وفق نموذج التخطيط والتنفيذ.  الصور والأجسام المعروضة تدل على العلاقة المركبة بين وسية الإنتاج والعمل الفني الناتج عنها، لأنّهما نابعان عن الرغبة في خلق تمثيل ليس فقط لجسم أو لمفهوم ما قائم في هذا العالم، إنّما أيضًا للطريقة التي يختارها الفنانون لخلق هذا الجسم أو المفهوم، وذلك بواسطة النظرة واللمسة المضطربة والمتأرجحة بين الإصرار المطلوب لخلق جسم تعبيري تفاعلي وبين الخوف العميق من التعريف، التحديد والقولبة. بهذا، فإنّ الأعمال المعروضة تشوش النظام العالمي، باعتباره نظام محدد وواضح، وتعترض على الطريقة التي نحدد فيها الحقائق.

يتضمن المعرض أعمالًا مصنوعة بتقنيات مختلفة، مثل الفيديو، الساوند، الرسم، التصوير والنحت، لفنانين وفنانات أنهوا دراستهم في أفضل المدارس الفنية آخر خمس سنوات. الأعمال معروضة على مبنى معدني يمتد في جميع أرجاء المعرض، والذي خطّط وصمّم مع الفنانين والفنانات ليحوي كلّ من الأعمال الفنية المعروضة، بشكل يربط بين جميع الأعمال. المبنى المعدني يشكل وسيلة للتأطير والتعليق، وعملية منظّمة تشكّل خطًا حدوديًا، ومبنى تعريفيًا واضح المعالم للفنانين ولجمهور المشاهدين.